الأربعاء، 4 مارس 2009

لاوجود للمستحيل

مقدورك أن تمشي أبداً في الحُبِّ...على حدِّ الخنجر
وتظلَّ وحيداً كالأصداف...
وتظلَّ حزيناً كالصفصاف...

نزار قباني

السبت، 14 فبراير 2009

نشأ منبوذاً وعاش عظيماً وعبقرياً

حتى وفاته، ظل أينشتاين يكره النظام التعليمي القاتل للإبداع والابتكار وعاني في طفولته من إهمال اكتشاف مواهبه في ظل ضرورة الحفظ دون فهم أو مناقشة، لكن صاحب النظرية النسبية امتلك شخصية فريدة من نوعها مليئة بالغموض والتناقضات حيرت الكثير من الباحثين ومنهم الفرنسي فرنسوا دوكلوزا الذي في آينشتاين متمرداً على النظام التعليمي القائم آنذاك.

آينشتاين منبوذاً
عاش آينشتاين منبوذا من أساتذته وزملائه لمعارضته أي فكرة لا تروقه، فلم يُتم دراسته الثانوية في مدرسة 'متشن الألمانية' وعاد إلي عائلته في ايطاليا، فأقنعه عمه المهندس الكهربائي بالالتحاق بمدرسة البوليتكنيك في سويسرا لدراسة العلوم والرياضيات التي يحبها، والمفارقة كانت أن أهم شروط الالتحاق اجتياز الامتحان في جميع المواد.فكان آينشتاين يحصل علي درجة ضعيف في مادتي التاريخ والقواعد بينما يحصل علي الدرجات النهائية في الفيزياء والرياضيات، فأُعجب مدير المدرسة بتفوقه العلمي ونصحه باستكمال دراسته الثانوية والعودة العام القادم لخوض الامتحان مرة ثانية، وبالفعل عاد للدراسة ونجح في المدرسة الايطالية التي أحبها كثيرا ثم التحق بمدرسة البوليتكنيك التي سريعاً ما يشعر بالنفور منها، فقد أصبح منبوذاً مرة أخرى من مدرس الفيزياء الذي اضطهده لمعارضته المستمرة أثناء الشرح فقد كان اينشتاين يقرأ كل الدروس والأبحاث قبل الأستاذ نفسه.


الاكتشاف المذهل
ساقته الأقدار ليلتقي شخصاً يرشحه للعمل في مؤسسة صناعية كبري تتيح له مرتباً ثابتاً والتفرغ للأبحاث العلمي، وهكذا توقف طويلا أمام الكون متأملا ومتحيرا في مكوناته، معتبراً أن كل ما نراه ونتصوره ما هو إلا مجرد خيالات وصور رمزية لمؤثرات مختلفة صورها لنا جهازنا العصبي بأدواته الحسية المحدودة، كان يري الكون كوحدة منسجمة بشموسه وأفلاكه والعالم الصغير بذراته خاضع لقانون واحد بسيط. إذن السؤال: هل يمكن تقدير وضع أي شيء في الكون؟ وهل يمكن الإثبات بشكل قاطع ومطلق أن جسما من الأجسام يتحرك والآخر ثابت؟ بعد إجراء العديد من التجارب يصل إلي انه لا سبيل لمعرفة الكون المطلق لأي شيء في الفضاء وإنما في أحسن الأحوال نقدر موضعه النسبي إلى كذا وكذا. استطاع أينشتاين أيضا أثبات أن الإنسان لا يستطيع على الكون لفظ 'الآن' إذ أن الزمان والمكان مقداران متغيران وبالتالي فإنه لا يوجد زمن واحد للكون كله، وقد بلغ قمة النبوغ عندما توصل إلي أن الكتلة نسبية مثل الزمان والمكان وإنها تتغير بتغير حركة الجسم.

المؤمن
آمن آينشتاين بأن الكون بسيط رغم تعدده وان ظواهره الكثيرة برغم اختلافها وتناقضها فإن فيها وحدة، يرفض فكرة أن الكون موضوع قائم علي فكرة الصدفة والعشوائية بل هو منسق منجم بحيث يمثل أعظم آية من آيات النظام. ولإثبات هذه الأفكار بالحقائق العلمية ظل لمدة 7 سنوات حتى توصل إلي نظرية 'النسبية الموحدة أو العامة' التي أكد فيها ان قوانين الكون واحدة لكل الأجسام بصرف النظر عن حالات حركتها وان سطح الأرض كروي من أربعة أبعاد نهائية ولكنها غير محدودة، دارت معارك ساخنة وعنيفة ترفض هذه النظرية بل امتد الأمر إلي ان العالم 'نايل بوهير' رفض فكرة وجود الله من الأساس ليتحكم في الكون.. فبادره أينشتاين قائلا: 'إن كل شيء يخضع لنظام الهي دقيق لأن الله لا يلعب دومنة'. فما كان من العالم بوهير إلا أن باغته بمقولته الشهيرة: 'من أنت لكي تقول لله ما يجب عليه فعله'.
الولادة
ولد آلبرت أينشتين في 14 مارس 1879 في ألمانيا في مدينة صغيرة تسمى أولم وبعد عام انتقلت اسرته إلى ميونخ. كان والده هرمان صاحب مصنع كهروكيميائي. وكانت والدته بولين كوخ من عشاق الموسيقى وكان له اخت تصغره بعام. تأخر آينشتين عن النطق وكان يحب الصمت والتفكير والتأمل ولم يهوى اللعب كأقرانه، أهداه والده بوصلة صغيرة في عيد ميلاده العاشر وكان لها ولإبرتها المغناطيسية الأثر البالغ في نفسه.

قال عن نفسه
يروى أن آينشتين كان يقف في أحد شوارع هوليود مع شارلي تشابلن فتجمع حولهما المارة، فقال آينشتين لتشابلن: لقد تجمع الناس لينظروا إلى عبقري يفهمونه تمام الفهم وهو أنت، وعبقري لا يفهمون من أمره شيئاً وهو أنا، وقال عنه زميله في برلين العالم الفيزيائي لندتبورغ: كان يوجد في برلين نوعان من الفيزيائيين، النوع الأول آينشتين، والنوع الآخر سائر الفيزيائيين.

نهاية العظيم
في 18 ابريل من العام 1955 وفي مدينة برنستون مات ذلك العبقري وأخذ الناس يتحدثون عن آينشتين من جديد وتنافست الجامعات للاستئثار بدماغ ذلك الرجل عساها تقف من فحصه على أسرار عبقريته..